- هذا الموضوع فارغ.
-
المشاركات
-
شهد العالم أجمع ثورة الشعب المصري على الذي حكمه بقانون الطوارئ ولمدة ثلاثين عاماً مع قمع للحريات وتزوير للإنتخابات وبيع للقطاع العام ، وكل ذلك إنعكس سلباً على نفسية المواطن المصري وقدرته على الإبداع والإنتاج ، وتراجعت لديه بفعل التجويع والترويع الكثير من القيم والمبادىء العظيمة لتتقدمها الأنانية وحب الذات وبيع الضمائر والجشع والغش والتزوير .وإستطاع النظام بناء حاجز من الخوف في نفسية المواطن قتلت فيه الأمل في القدرة على التغيير والإصلاح .
وقد زرت منذ ثلاث سنوات مصر للدراسة وكنت أتأمل كثيراً وجوه الركاب ونحن في المواصلات العامة فلا أشاهد سوى البؤس والسرحان والهم والضياع وغياب البسمة والصمت القاتل ، هل يعقل هذا هو شعب مصر المعروف بالبسمة والنكته والفرفشة والبشاشة، وكيف لا يحدث ذلك وقد تدنى دخل الفرد إلى جنيه ونصف فقط في اليوم حسب ما ذكرته الدراسات ، وكيف لا تختفي البسمة وهنالك من يسكن في المقابر ، وكيف لا تختفي البسمة والعشوائيات في تزايد مستمر وكذلك البطالة والجريمة والفساد بكل أنواعه .
وكان حتماً أن يحدث الإنفجار بعد سنوات الضغط ، وما هي سوى مسألة وقت فقط فطفح الكيل وبلغ السيل الزبى ففاض النيل غيضاًً وتلاطمت أمواجه واهتزت الأهرام الراسية وقلاع صلاح الدين الشامخة وأركان الأزهر العالية وحدثت الهزات الشعبية المتوالية نتيجة التعذيب حتى الموت والتزوير الفاحش للانتخابات البرلمانية فولدت مؤخراً ثورة 25 يناير كتسونامي بشري جرف مده العظيم كل العوائق والعوالق التي عملت ولثلاثين عاماً على إمتصاص دماء المصريين ، وصدر حكم الله على تلك الفئة الظالمة لتزول ويورث الله أرضه للذين صبروا وجاهدوا .
وإنه يوم عظيم من أيام الله الخالدة وصفحة بيضاء في تاريخ هذه الأمة العظيمة التي أخرجت للناس لتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتنصر المظلوم وتأخذ بيد الظالم .وإنه ليوم نصر وتمكين لكل محبي السلام والحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية للإنسانية جمعاء.
وإنها لثورة عظيمة سيكتب تأريخها بماء الذهب وستدرس للأجيال المتعاقبة و ستبقى مضرب المثل على قدرة الشعوب في فرض إرادتها ونيل حقوقها المشروعة بكل رقي وتحضر.وأعادة للعرب مكانتهم وعزتهم بين شعوب العالم بعد أن أخذ عنهم صورة المغلوب على أمرهم .
فبوركت تلك الملايين التي خرجت وصمدت متسلحة بالإيمان والإرادة ، وبوركت تلك الدماء الزكية الطاهرة التي سالت والأرواح البريئة التي أزهقت ظلماً فكانت وقودا للثورة الذي أضاء لها درب النصر والمجد وصنع التاريخ الخالد والحكم الراشد وأعاد للحياة معناها وغايتها.
وبورك لمصر الحبيبة ميلادها الجديد فهي تستحق هذا الخير ويستحق شعبها هذا النصر .وبورك لشباب مصر الثائر والشجاع والمضحي بدمه وروحه نجاح الثورة التي كان وقودها وصناعته لتأريخ بلاده وأدار الثورة بكل حكمة وبراعة وحق له أن يفخر ويرفع رأسه عالياً وأن يفرح بنصر الله .
- المنتدى ‘إرشيف’ مغلق ولا يمكن إضافة موضوعات أو ردود جديدة.